الهجوم المتصاعد على حزب الله: لماذا الآن؟

الهجوم المتصاعد على حزب الله: لماذا الآن؟

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
مرّ حوالي عامين من الصراع في سوريا، وفي هذين العامين اتضح ما اتضح من تدخل غربي، وعلى رأس هذا التدخل ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، وكل من دار بفلكها من غرب وأتراك وعرب…

بذلوا جهوداً جبّارة في محاولة بائسة لتغيير الموازين، وقلب حالة سوريا رأساً على عقب، وبعد كل تلك الجهود وصلوا إلى حافة النهاية التي لا بدّ لهم من الوصول إليها، وتأكّد لهم أن سوريا ليست كأي بلد، وأنها ليست ورقة تقطف ساعة يشاؤون..

سوريا قلب العروبة النابض، حاضنة المقاومات، أم المقهورين من العرب، المدافعة الأولى عن الحقوق العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تخلى عنها العرب لمصلحة حساباتهم الضيقة وكراسيهم القذرة، سوريا عصية على التطويع.

بعد عامين من التمويل والتسليح ودفع العصابات المسلحة لتعيث فساداً في سوريا، تقتل وتهدم، وهم بإعلامهم الفاسد والمكشوف يّشوهون الحقائق، علّهم يصلون إلى مبتغاهم، لكن عبثاً. بقيت الحقائق أقوى منهم، وكانت تظهر رغم أنوفهم، حتى باتوا مكشوفين ومفضوحين على الملأ.
وبدت اللعبة الدولية واضحة، وبات المشهد شدّ حبال بين جبهتين دوليتين، ظهر معها أن محور المقاومة ليس بالسهولة التي يتصورون، وأنهم لن يستطيعوا إسقاطه أبداً.

الحالة في سوريا يبدو أنهم لن يستطيعوا تطويعها، ويبدو أن هناك بحثاً عن حل لن يكون مقبولاً بالنسبة لهؤلاء المعتدين بهذه السهولة، وأميركا لا تريد أن تسلّم بهذا الأمر، وهي التي توزع مكرها الشيطاني في كل مكان.
الآن، وهي تحشر في الزاوية، نراها تتحرك في أكثر من مكان لتثير الضوضاء والإفتراء كيفما اتفق.

فلطالما اعتدت واعتدت ووسمت غيرها بالإرهاب، فقط لأنها تحمل بنادق إعلامية تغدق عليها مليارات الدولارات لتسوّق ما تقول، في قلب واضح للحقائق، في الوقت الذي أصبح واضحاً لكل مطلع وعاقل وحكيم ظلمها وقمعها وإرهابها.

فاليوم مثلاً، وفي هذا التوقيت الذي وصلت فيه للموقع الضعيف فيما يحدث في سوريا، تعود واشنطن لسياسة الهجوم المفترس، وتحرك زبانيّتها في أوروبا، فتقوم بلغاريا بنبش حادثة مر عليها عدة أشهر، لتنسب تنفيذها لحزب الله ظلماً وعدوناً ودون أية أدلّة، وهذا بحسب ما أشار إليه زعيم اشتراكي بارز في بلغاريا، منتقداً هذه السياسة الرعناء التي تأتي فقط لإرضاء إسرائيل.

من المهم الآن بالنسبة إليهم إثارة الضوضاء وشن حملة شعواء على المقاومة، وإعادة سمفونيتهم اللئيمة بالطلب  من الإتحاد الوروبي بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب الدولي، والعزف على هذه السمفونية لتسميم الأجواء، واستعادة بعض من قوة متصورة في هذا الكسب.
والأكثر أسفاً أن نجد فريق 14 آذار يلاقيهم في إثارة الضوضاء والإفتراء بزج حزب الله في حادثة “عرسال” للتغطية على إرهابييهم الذين اعتدوا على الجيش اللبناني الباسل، فقط لأنه يريد أن يبسط الأمن ويحافظ عليه.

هم نسخة مصغرة عن الإرهاب الأمريكي، وكل ذلك من أجل مزيد من الضغط على محور المقاومة، لعلهم يكسبون الفتات من قوة ضائعة!
فليفعل الظالمون ما يشاؤون، إن الله مع الحق دائماً. ومهما أثار هؤلاء من ضوضاء، نقول لهم: “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ  نوره ولو كره الكافرون”.

فليكيدوا كيدهم وليسعوا سعيهم، فإنهم لن يميتوا الحق أبداً وسيبقى ساطعاً كما نور الشمس، وستبقى المقاومة رمز العزة والشرف والإباء، وستبقى سوريا حصن المقاومة بإذن الله تعالى، وإن غداً لناظره قريب.

عدد الزوار:2174
شارك في النقاش

تابع @majidaraya

Instagram has returned empty data. Please authorize your Instagram account in the plugin settings .

ماجدة ريا

ماجدة ريا


كاتبة من لبنان تكتب القصة القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والسياسية.
من مواليد بلدة تمنين التحتا في سهل البقاع الأوسط عام 1968 . نلت إجازة في الحقوق عام 1993 من الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الرابع
حاصلة على شهادات من دورات في التربية والتعليم وفقاً للمناهج الحديثة.
عملت في حقل التدريس أحد عشر عاماً.
كتبت العديد من المقالات والقصص القصيرة في جريدة العهد ـ الإنتقاد منذ عام 1996، وكذلك بعض القصص المنشورة في مجلة صدى الجراح ومجلات أخرى في لبنان.
وقد اختيرت العديد من القصص التي كتبتها لنشرها في موسوعة الأدب المقاوم في لبنان.
وكذلك لي مقالات نشرت في مجلة المسار التي تصدر عن جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان.
أحضر لإصدار مجموعة قصصية تضم عدداً من القصص التي تحكي عن الوطن والأرض.
لي مدوّنتان على الإنترنت إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والأدبية، ومشاركات واسعة في المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت.