من لمسة الهواء، نتلمّس الحياة.
فهو يتحرك بطريقة توقظ الروح، تنبئنا أن وقت الخمول قد انتهى، هيا اشدد رحالك للسفر، عبر متعة الكلمات، وزاد العمل.
ها هي صفارة الإنطلاق دوّت، انطلق! لا تبق مكانك؛ فالجمود قاتل محترف، وعليك أن تبحث دوماً عن طريق النجاة.
قد يضنينا العمل، وتشق علينا اللحظات، لكن مخزونها كاف ليبعث فينا الإنتعاش.
أيلول، يا هذا الشهر الجميل، بحزنك وفرحك، وبالإندفاع الذي توجده فينا، في لحظاتك التي تجعلنا نقف ونتأمل آخر أيام موت الطبيعة، واستسلامها أمام دورة الحياة، نشعر برهبة الذبول، فننطلق للبحث عن الحياة من جديد، لأننا ندرك أنه علينا أن نبدأ الجد والحراثة والزرع حتى نحصل على الربيع، ونجني مواسم الصيف.
فنتحوّل إلى مطر يحيي الأرض بعد موتها، ونصبح الذرّات المتناثرة التي تروي ظمأ العطشان، فنروي أرواحنا العطشى حتى تزدهر من جديد.
قد تبدو الدروب شاحبة، يظللها غمام السماء، ويدغدغ الحنين أرواحنا ونحن نخرج من فصل الحياة، ونفتقد لأيام تذوي من أعمارنا… لكن في كل لحظة من نور نشعر بدفء الحياة بحس أكبر، فننطلق أكثر، لأننا خلقنا للحياة، ونحب الحياة.
ماجدة ريا _ 7/9/2016