هنا النصر …هنا العزة والكرامة

هنا النصر …هنا العزة والكرامة

مقاومين

موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:

 

لم تعد العبارات فقط لرسم الواقع، ولا الكلمات لتلوّن صورة قد تبدو نمطية، والأمور تسير باتجاهها المحتوم.
سبق لسيد الإنتصارات أن وعد ووفى، ثم وعد ووفى ، حتى بات الوفاء صفة مقرونة بحروفه قبل الفعل الذي يؤكّد المؤكّد، فهو يرى كل شيء، بكل وضوح.

أعلن الحقيقة أمام جماعات لا ترى أبعد من أنفها، فيخرج منها فقاعات كبيرة، توعّد ووعيد، وإذا بها كالزبد لا تسمن ولا تغنيهم من جوع.
هذا الجوع اللعين الذي أعلنوه دون حياء، جوع وتعطّش لدماء الأبرياء، يبحثون عنها في الظلام، لأنهم لا يبصرون، ولا يعرفون معنى النور، فكيف بهم وهم يوضعون في مواجهة الضياء؟

يُذهَل العالم، بعد كل ذلك الضجيج، بعد كل تلك الفقاعات الإعلامية الكبيرة، بعد كل التضخيم والتهويل، لا تصمد تلك الشرذمة سوى ساعات كانت كفيلة ليهرب من يهرب، ويسحق من يسحق بنور الضياء.

هم لا يمكنهم أن يخرجوا إلى النور، ولا أن يروا بريق الحقيقة التي يريدون لها أن تُشوّه، لكن الشمس لا تغطّى بغربال، ولا يمكن أن يحجب ضوءها حفنة من الأنذال، فهي تشرق باسم الله، وتنمو بعون الله، وتسطع على الدنى ما شاء الله، فإن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم، ولطالما نصروا الله فنصرهم، مرة، واثنتين، وثلاث… وتتوالى الإنتصارات، فقد قال سيد المقاومة “ولى زمن الهزائم، وجاء زمن الإنتصارات” .

نحن شعب المقاومة لطالما كنّا على ثقة بالله، وبنصر الله، لم نشك يوماً بأن النصر الحاسم آت، ومع كل تحد يخرج من رحى الظلام والظلاميين، تأتي المعجزات، ونبقى على يقين بأن النصر حليفنا بإذن الله.

نراه ساطعاً، لامعاً، حادا،ً قاطعاً لدابر كل شر وكل فتنة، يملأه الطهر والنقاء، كيف لا؟ وهو آت من أطهر دماء؟ كيف لا وهو مرسوم بدموع أمهات الشهداء؟ كيف لا وهو ملوّن بدماء الأبرياء؟

يا لهؤلاء الحثالة! خرجوا من بطون البرابرة، ليزرعوا الحقد والشر، ولو وقفوا لحظة تأمّل، لحظة تفكّر، لوفّروا على أنفسهم المريضة هذا البلاء، ولأدركوا من أين تأتي البركات، ومن أين تصنع الإنتصارات.

فليولّوا الأدبار، خائفين واجفين، قبلهم فعلها بني صهيون، عندما تركوا الأمتعة والعتاد لتدوس عليها أقدام المجاهدين الأبطال، وفرّوا كالفئران المذعورة. واليوم يفر هؤلاء الأغبياء من مكان إلى مكان، يظنّون أن البطش بالأبرياء قد يؤدي لهم مكسباً، وما دروا بأن دماء الأبرياء تصنع أمجاداً جديدة، وأن دماء الأبرياء ستحرقهم في الدنيا وفي الآخرة، ستأكلهم نار حقدهم، وسيرتدّ عليهم طغيانهم، ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين، فكلما زاد بطشهم أوغلت بهم الهزيمة، لتصبح هزيمة أكبر، هزيمة في الأجساد، وهزيمة للأرواح الشيطانية التي سكنت نفوسهم، فدمّرتها قبل أن يُدمّروا.

وليهنأ أهل المقاومة بخيارهم، فلئن كبُرت التحدّيات، فدماء الشهداء باتت أكبر، لتصنع لنا المزيد من الأمجاد والإنتصارات.

عدد الزوار:2047
شارك في النقاش

تابع @majidaraya

Instagram has returned empty data. Please authorize your Instagram account in the plugin settings .

ماجدة ريا

ماجدة ريا


كاتبة من لبنان تكتب القصة القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والسياسية.
من مواليد بلدة تمنين التحتا في سهل البقاع الأوسط عام 1968 . نلت إجازة في الحقوق عام 1993 من الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الرابع
حاصلة على شهادات من دورات في التربية والتعليم وفقاً للمناهج الحديثة.
عملت في حقل التدريس أحد عشر عاماً.
كتبت العديد من المقالات والقصص القصيرة في جريدة العهد ـ الإنتقاد منذ عام 1996، وكذلك بعض القصص المنشورة في مجلة صدى الجراح ومجلات أخرى في لبنان.
وقد اختيرت العديد من القصص التي كتبتها لنشرها في موسوعة الأدب المقاوم في لبنان.
وكذلك لي مقالات نشرت في مجلة المسار التي تصدر عن جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان.
أحضر لإصدار مجموعة قصصية تضم عدداً من القصص التي تحكي عن الوطن والأرض.
لي مدوّنتان على الإنترنت إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والأدبية، ومشاركات واسعة في المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت.