قطرات
هذا الصباح، سرقتني رائحة التراب من نفسي، ورمتني في أحضان الطفولة وأيّام الصبا، وماض يغيب شيئاً فشيئاً، ليحيا فينا في مثل هذه اللحظات.
لحظات نراقب فيها قطرات المطر وهي تغسل كل شيء، وينفلت بعض رذاذها وأتلمسه على وجهي كأنّه ماء الحياة.
وتتسرّب زقزقات العصافير إلى أذني، فتحاكي الروح، وأتساءل: “ما الذي يثرثرونه فيما بينهم؟! ليتني كنت أفهم لغة العصافير!”
هل هم يرشدون بعضهم بعضا إلى المأوى الذي يمكن أن يحميهم في هذه الشجرة أو تلك؟
أم أنّهم يهللون لتوقف المطر وبروز تلك الخيوط الذهبية من بين اللون الرمادي؟
أطيل التأمّل في المشهد بقلب نابض، ورئتين مفتوحتين لرائحة التراب.
ماجدة ريا