الدور الإعلامي للسيدة زينب عليها السلام

الدور الإعلامي للسيدة زينب عليها السلام

الدور الإعلامي للسيدة زينب (عليها السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وسيد المرسلين نبينا وطبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
السلام عليكن أمهاتي وأخواتي الكريمات ورحمة الله وبركاته

نتوقف اليوم عند ذكرى عظيمة لولادة سيدة جليلة حصلت على الكثير من الألقاب بفضل شخصيتها العظيمة التي أدت دوراً رسالياً كبيراً في حفظ تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل من خلال الدور البارز الذي أدّته في كربلاء.
إنها السيدة زينب عليها السلام، وأبرز ألقابها “أم المصائب” لشدة الرزايا والمصائب التي مرّت عليها، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما حضر إلى منزل ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام طلب منها أن تحضرها له وعندما أحضرتها ضمها إلى صدره الشريف، ووضع خدَّه على خدها وبكى بكاءً شديداً عالياً ، وسالت دموعه على خدّيه .
فقالت فاطمة : مم بكاؤك، لا أبكى الله عينك يا أبتاه؟
فقال: يا بنتاه يا فاطمة، إن هذه البنت ستبتلى ببلايا وترِد عليها مصائب شتى، ورزايا أدهى.
السيدة زينب عليها السلام تربت في كنف بيت أهل علم “زقوا العلم زقا” وهي ابنة أمير المؤمنين سيد البلغاء، وأخت الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وهما سيدي أهل الجنة، وأمها السيدة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، هم أهل عصمة وقد طهّرهم الله تطهيرا بالآية التي نزلت بحقهم “بسم الله الرحمن الرحيم: إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”
فكانت تربيتها مميزة بحق، بفعل تميز مربيها وهذا الأمر لم يكن عن عبث وإنما كان من أجل إعدادها الإعداد الملائم الذي يتناسب مع الدور الذي ستؤديه في حياتها لاحقاً في حفظ ثورة أخيها الإمام الحسين عليه السلام، فأعدت لتكون شخصيتها متكاملة قادرة على الثبات في أداء مسؤوليتها الربانية الشاقة التي أنيطت بها ومن هذه الأمور:
الاستيعاب الكامل لفلسفة الثورة، الوعي في التحرك، الإشراف على عائلة الحسين (عليه السلام) الصبر على شدة البلاء، الإرادة القوية، القدرة على المحاججة، الحنكة في التعبير، الموهبة في الخطابة، الصلابة في التبليغ، والفكر النافذ المؤثر.. وغيرها.
وهذه صفات لا يمتلكها إلا نوادر الرجال والنساء، لذلك أصبحت (عليها السلام) ولا زالت قدوة وقيادة شرعية مخلصة وكفوءة لجميع المسلمين رجالاً ونساءً.
إضافة إلى ذلك فقد ورثت العقيلة من جدّها الرسول ومن أبيها الإمام أمير المؤمنين جميع ما امتازوا به من المثل الكريمة، والتي كان من أبرزها الإيمان العميق بالله تعالى، فقد روى المؤرخون عن إيمانها صوراً مذهلة كان منها أنها صلّت ليلة الحادي عشر من محرم عام واحد وستين للهجرة، وهي أقسى ليلة في تاريخ الإسلام، وبالتالي في حياتها، صلاة الشكر لله تعالى على هذه الكارثة الكبرى التي حلّت بهم والتي فيها خدمة للإسلام ورفع لكلمة التوحيد.


 

وكان من عظيم إيمانها وإنابتها إلى الله تعالى أنها في اليوم العاشر من المحرم وقفت على جثمان أخيها، وقد مزّقته سيوف الكفر ومثّلت به العصابة المجرمة، وقالت كلمتها الخالدة: (اللهمّ تقبّل هذا القربان، وأثبه على عمله…).
هذا تعريف بسيط لهذه السيدة العظيمة لندخل في طبيعة الدور المهم الذي أدته السيدة زينب عليها السلام في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وهو دور إعلامي استطاع أن يحفظ الثورة من الإندثار، ويبقي شعلتها متقدة في قلوب المؤمنين، حتى أننا يمكن أن نقول إنها السيدة الإعلامية الأولى بامتياز.
نحن اليوم نعيش في عصر يحمل في طياته تقدماً مذهلاً من التطور الإعلامي، بحيث أننا نستطيع أن نعرف خلال دقائق قليلة بل في ثوان أي حدث في أي مكان من هذا العالم، من خلال وسائل الإعلام المتطورة والسريعة، والتي تتمثل غالباً في الفضائيات والإنترنت التي تعرّفنا على كل ما نريد وكل ما يحدث.
كل هذا لم يكن متاحاً في السابق، والخبر كان يحتاج إلى من ينقله من مكان إلى آخر، ولم يكن لينتقل بهذه السرعة. ولكن عندما يكون هنالك إرادة إلهية فإنها تتم، لأن الله سبحانه وتعالى إنما يقول للشيء كن فيكون، وقد شاء لثورة الإمام الحسين أن تنتشر بالسرعة المطلوبة، لذلك عندما سئل الإمام الحسين عليه السلام لماذا يصطحب معه العيال والنساء وهو يعرف أنه سينتهي به الأمر إلى الإستشهاد فكان يقول عليه السلام “لقد شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهنّ سبايا”
وقد يسأل سائل هنا كيف تتجلى المشيئة الآلهية هنا؟ وما المغزى من ذلك؟

إن الله سبحانه وتعالى اصطفى الإمام الحسين عليه السلام ليرفع درجته بالشهادة إذ جعله سيد شباب أهل الجنة، وقد أبلغه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه يا حسين إن لك درجة في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة”
وطبعاً الهدف ليس الشهادة من أجل الشهادة وإنما من أجل تصحيح الإنحراف الذي أصاب الرسالة الإسلامية في الصميم خاصة مع تولي يزيد لعنة الله عليه الحكم، وهو كما عبر عنه الإمام الحسين عليه السلام “يزيد رجل فاسق، شارب للخمر، قاتل للنفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله” فكانت ثورته المباركة التي انتهت باستشهاده، فهل ينتهي كل شيء هنا؟ وهل تتوقف المسيرة؟
هنا تتجلى المشيئة الإلهية ليبرز الهدف الذي من أجله شاء الله سبحانه وتعالى أن يرى أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام سبايا ولم يبقَ من أهل بيته سوى النساء والأطفال والإمام علي زين العابدين لأنه كان في حالة مرض شديد، ولكي يحفظ الذرية فلا ينقطع نسل الحسين عليه السلام والذي منه ائمتنا الأطهار المعصومون حيث منهم الإمام الثاني عشر وهو حجة الله على الأراضين والذي سيأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام ويملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا.


 

ومن سيقود هذه القافلة؟
الإمام الحسين عليه السلام أوصى أخته العقيلة زينب عليها السلام بالعيال وحفظ الأطفال من بعد استشهاده، فكانت خير من حفظ الوصية.
شاء أعداء أهل البيت أن يتابعوا كيدهم وغيّهم والإيغال في تعذيب من تبقى من أهل بيت الأمام الحسين عليه السلام من نساء وأطفال، فأركبوهم على الجمال الضامرة دون غطاء، تحت الشمس الحارقة، وجابوا بهم القفار والفيافي، وقطعوا بهم بلدان عدة من كربلاء في العراق إلى بلاد الشام.
هذا ما فكر به الأعداء، لكن الذي حدث هو أن الله يتم مشيئته فيما يشاء، إذ أن الله سبحانه وتعالى حوّل هذا الأمر لمصلحة ثورة الإمام الحسين عليه السلام كما حدث مع النبي موسى عليه السلام عندما جمع فرعون الناس في يوم الزينة ليشهدوا هزيمة النبي موسى عليه السلام على يد السحرة، فإذا بعصا النبي موسى عليه السلام وبقدرة إلهية تتلقف عصيّهم وحبالهم وينتهي الأمر بأن يؤمن السحرة والناس بمعجزة النبي موسى عليه السلام.

وهكذا كانت السيدة زينب عليها السلام على طول مسار ذلك الطريق الطويل والشاق والمليء بالآلام والأوجاع، وحيث كان الناس يتجمهرون “للفرجة”، كانت عليها السلام تحدّث الناس عن السبب الذي خرج لأجله الأمام الحسين، لماذا ثار، ولماذا قتل، تحدثهم عن كل ما جرى من ظلم في حقهم، لم تنكفىء على نفسها ودموعها وآلامها، لم تقعدها المصائب وقد ذبح أمامها كل الأبناء والأخوة والأقارب، ومثل أخيها الحسين عليه السلام الذي قال الراوي فيه “ما رأيت مأسوراُ قط أشد رباطة جأش من الحسين عليه السلام وقد قتل ولده وأخوته وأصحابه” يواجه بهذه الصلابة وهذا العنفوان.
هكذا هي أيضاً سيدتنا ومولاتنا زينب عليها السلام، قوية، وقد أدهشت الناس بفصاحتها وبلاغتها، وقد نوّر الله سبحانه وتعالى قلبها بالعلم والإيمان، وهي بطلة كربلاء، هي البليغة، ووليدة الفصاحة، وسر أبيها، فقد قال حذيم الراوي يصف ردود فعل الناس الأولية عندما كانت القافلة تمر بينهم وتتحدث إليهم العقيلة الهاشمية: “رأيت الناس حيارى قد ردوا أيديهم الى أفواههم، فما وجد غير شيخ يبكي ونساء تصيح، وشباب مذهول، واضطربت الامور”.

هذا الوصف يعني أن السيدة زينب عليها السلام استطاعت أن تؤثر في الناس تأثيراً بليغاً، حركت فيهم المشاعر، وحركت فيهم التساؤلات، وفتّحت عيونهم على أمور الثورة التي قام من أجلها الإمام الحسين عليه السلام، فلقيت التعاطف الكبير من الناس.
المحطة الأولى أثناء هذه الرحلة الطويلة والشاقة كانت في قصر الإمارة في الكوفة عند عبيد الله ابن زياد لعنة الله عليه حيث أراد هذا اللعين أن يشمت بأهل البيت وما جرى عليهم من ويلات في كربلاء على يد زبانيته فتوجه بالحديث إلى السيدة زينب عليها السلام قائلاً:
“الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم”

السيدة زينب عليها السلام لم تكن ترغب بمخاطبته إلا أن الموقف كان يتطلب منها ممارسة دورها الرسالي في الدفاع عن ثورة أخيها الحسين وأيضاً كان عليها العمل من أجل تمزيق هالة السلطة والقوة التي أحاط بها ابن زياد نفسه، فردّت عليها السلام قائلة:
“الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (ص) وطهّرنا من الرجس تطهيراً
إنما يفتضح الفاسق ويكذّب الفاجر، وهو غيرنا يا ابن مرجانة..” .

لقد هزّت كيان ابن زياد بهذا الرد الشجاع القوي، مع أنها تمر بأفظع مأساة وأسوأ حال، فأراد ابن زياد أن يتشفّى بها فقال لها:
“كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتك؟”
فما كان من السيدة زينب عليها السلام إلا أن قالت بكل بسالة وصمود:
“ما رأيت إلا جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم،
وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلاح يومئذٍ. ثكلتك أمك يا ابن مرجانة !!”

في مثل هذا الموقف يبرز أهمية الدور الذي لعبته هذه السيدة العظيمة، فهي قالت كلمة حق في وجه سلطان جائر، وهذا هو أفضل الجهاد، دون أن تخاف من سطوته، أو يردعها رادع عن هذه المواجهة، ومن ثم فإننا هنا نرى أنها بواسطة كلمة الحق هذه بلّغت عن أحقية الثورة التي قام بها أخوها الإمام الحسين عليه السلام، أي أنها أظهرت وأعلمت الجميع بأحقية موقفهم، وأحقية الثورة التي قامت في وجه الظلم والطغيان.
بهذا الموقف عظيم تجاوزت السيدة زينب بإرادتها وبصيرتها النافذة كل ما أحاط بها من آلام المأساة ومظاهر قوة العدو الظالم، وواجهته بالتحدي وجهاً لوجه أمام أعوانه وجمهوره، معلنة انه لا ينتابها أي شعور بالهزيمة والهوان،
وأن ما حدث لأسرتها شيء جميل بالنظر للرسالة التي يحملونها
وما حدث هو استجابة لأمر الله تعالى الذي فرض الجهاد ضد الظلم والعدوان،
وهي واثقة من أن المعركة قد بدأت ولم تنته.
فكان ردها هذا قاسياً جداً على هذا الطاغية حيث استطاعت عليها السلام بهذا الرد أن تسقط هيبته الزائفة في أعين الحاضرين جميعاً، كيف لا وهي ابنة علي الكرار (ع)، لا تفر أبداً.

أما الموقف الثاني الذي يعبر عن أعظم مواقفها في وجه هؤلاء الطغاة هو مواجهتها للطاغية يزيد لعنة الله عليه بعد وصولهم إلى الشام، وقد جمع في قصره قيادات جيشه، ورجالات حكمه وزعماء الشام، وأعد المجلس ليكون مهرجاناً للاحتفال بقتل أهل البيت عليهم السلام، وقد تربع هذا الطاغية على كرسي ملكه وهو يشعر أنه في أوج قوته وزهوه بانتصاره الزائف، وأخذ ينشد شعره المشهور:
“ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل”
إلى آخر الشعر…

وقد أراد من كل ذلك استفزاز مشاعر السيدة زينب عليها السلام ومن معها من خلال إشاعة أجواء الشماتة والإذلال والتنكيل وهي تعيش في تلك اللحظات ظروفاً بالغة القسوة والشدة جسدياً ونفسياً، وما زالت تعيش تحت تأثير الفاجعة المؤلمة، ومع ذلك برزت بطلة كربلاء، وسليلة الوحي والهدى، لتؤدي دورها البطولي في إيصال الرسالة المطلوبة للجم هذا الطاغية اللعين.

وقفت هذه السيدة العظيمة وردت عليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره وسلطانه، ومستنكرة فعلته إذ خطبت خطبتها الشهيرة التي بقيت درساً يحتذى به فبدأت بقول:
” الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله سبحانه حيث قال :
( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون ) (الروم: 10).
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء
فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هواناً وبك عليه كرامة
وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك..
أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.. يحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، لئن جرت على الدواهي مخاطبتك..إني لأستصغر قدرك وأستعظم توبيخك وأستكثر تقريعك…
إلى أن قالت: فإلى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امرنا، ولا تدحض عنك عارها”.

كانت تتكلم بكل فصاحة وطلاقة دون أن ترتعد فرائصها أو ينتابها الرعب أمام هذا الحاكم الظالم وهو محاط بجلاوزته وحاشيته.
فمرغت كبرياءه بالوحل وفضحت مخططاته التي استهدفت الإسلام، فأماطت اللثام عن الوجه الحقيقي للأمويين، وكشفت للناس زيفهم وكفرهم، وعرف الناس هذه الحقيقة المرة، فانعكس الأمر على يزيد وتحول المجلس إلى ساحة محاكمة له ولجرائمه بعد أن كان قد أعده للشماتة، وكل ذلك بفضل الله أولاً وفضل السيدة زينب عليها السلام التي ألهبت مشاعر الحاضرين بكلماتها التي سقطت على ذلك الطاغية كسهام النار، وفوجئ يزيد بهذا الانقلاب المفاجئ وفقد السيطرة على نفسه ولم يعد يدري كيف يواجه هذا الأمر فحاول أن يمنع السيدة زينب عليها السلام من الكلام لكنه لم يفلح حتى أتمت خطبتها وأتمت الحجة على هؤلاء القوم، وأشعلت سراج الحقيقة ليستنير به من يشاء، بعد أن كان الطاغية يزيد لعنة الله عليه قد طمس الحقائق وزرع الكذب والأضاليل بين الناس.


 

من هنا برز الدور الإعلامي الرائد لهذه السيدة العظيمة التي علمتنا كيف نواجه الطغاة بالكلمة التي هي أشد من السيف، فالله سبحانه وتعالى عندما ذكر في القرآن الكريم “يريدون ان يطفئوا نورالله بأفواههم” قال بأفواههم ولم يقل بسيوفهم، للتدليل على أهمية سلاح الكلمة في أية مواجهة إذا أحسن استغلاله، فكانت خير من استعمل الكلمة في موضعها الصيح لأنها عالمة غير معلمة، ولذا استطاعت أن تؤثر في الرأي العام، وتهز عرش الدولة الاموية بعد حدوث المصيبة مباشرة.

استطاعت السيدة زينب عليه السلام من خلال مواقفها الشجاعة، وكلماتها المدروسة أن تحفظ ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وأن تحفز الناس على استكمالها من أجل هدم أركان الباطل وإعادة الحياة للتعاليم الإسلامية الصحيحة التي ينبغي أن تنتشر بين الناس.

أمهاتي أخواتي العزيزات: من هنا ندرك أهمية الدور البارز الذي أدته السيدة زينب عليها السلام التي هي قدوتنا، ونعمل على الإحتذاء بها، فالمرأة تلعب دوراً مهماً وأساسياً في هذا المجتمع، خاصة في مجتمعنا نحن أهل المقاومة، لأننا نملك في تاريخنا امرأة مثل زينب عليها السلام، تعلّمنا كيف نودع شهداءنا بكلمة اللهم تقبل منا هذا القربان، تعلمنا كيف نحافظ على تعاليم الدين، وكيف نواجه الطغاة بالكلمة والموقف دون خوف أو وجل.

الكلمة هي الأساس والسلاح في أي موقف إعلامي ونحن نتعلم من سيدتنا زينب عليها السلام كيف نستخدم هذا السلاح، فنسير على خطاها بكل عزم وثبات.
فكل واحدة منا يمكن أن تؤدي دوراً ما ضمن حدود إمكانياتها الثقافية والفكرية والعلمية التي تحصّلت عليها، فتمارس هذا الدور انطلاقاً من الدروس التي أعطتنا إياها السيدة زينب عليها السلام، فتساعد على بناء هذا المجتمع وحمايته من كل ما يتربص به من الأعداء خاصة العدو الصهيوني الذي ما زال يحاربنا بشتى الوسائل. فعلينا أن تكون أعيننا مفتوحة على كل ما يقال، وأن نعرف كيف نستخدم سلاح الكلمة التي تساعد في حفظ دماء الشهداء الأبرار الذين رووا الأرض بدمائهم الزكية كل واحدة تستطيع أن تلعب دوراً معيناً في نشر تعاليم الإسلام، وحفظ الدعوة الإسلامية وحفظ ثورة الإمام الحسين عليه السلام الذي علمنا أن يكون شعارنا دائماً “هيهات من الذلة”، وأن لا نرضخ للظالمين ولا للمفترين، فكل واحدة منكن اخواتي أمهاتي تستطيع أن تحفظ الإسلام المحمدي الأصيل الذي يتمثل اليوم بالمقاومة الإسلامية، نستيطع أن نحفظها من خلال أحاديثنا مع الآخرين وحمايتها من أي ظلم أو افتراء، وما أكثر ما تتعرض له المقاومة في هذه الأيام من ظلم وافتراءات بغية إضعافها، من تستطيع منكن أن تكتب فلتكتب عن المقاومة، ومن تسطيع التعامل مع الإنترنت تستطيع أن تكون مدافعة عن المقاومة، وعن سلاحها الشريف الذي لم يرفع إلا في وجه اسرائيل التي طالما آذتنا، وروّعت الأطفال والنساء وارتكبت المجازر، أما اليوم فهي أعجز من أن تواجه قوة المقاومة المدعومة من أهلها وأنتم أهلها وناسها.

السيدة زينب عليها السلام، هي بطلة كربلاء، حافظة العيال والأطفال، مبلّغة رسالة أخيها الحسين عليه السلام، وممرّضة ابنه العليل علي السجاد عليه السلام، فجمعت بذلك دور الأمومة، ودور التبليغ ونشر الرسالة، ودور التمريض، ودور المحامي عن العيال، فكانت القدوة التي تعطينا في كل خطوة مثال، لنتعلّم منها كيف يمكن للمرأة أن تلعب كل تلك الأدوار المشرقة والمشرّفة، التي تساهم في المحافظة على المجتمع والدين والقيم، ويكون لها اليد الطولى في بنائه.

ماجدة ريا

محاضرة ألقيتها في مجمع الإمام الباقر عليه السلام صباح اليوم بمناسبة ولادة السيدة زينب عليها السلام

عدد الزوار:4374
اترك رداً على علي يزبك إلغاء التعليق

6 تعليقات
  • السلام عيكم….

    أجمل التحايا وأذكاها…
    مبروك

    مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك

    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك مبروك
    مبروك مبروك
    مبروك

تابع @majidaraya

Instagram has returned empty data. Please authorize your Instagram account in the plugin settings .

ماجدة ريا

ماجدة ريا


كاتبة من لبنان تكتب القصة القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والسياسية.
من مواليد بلدة تمنين التحتا في سهل البقاع الأوسط عام 1968 . نلت إجازة في الحقوق عام 1993 من الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الرابع
حاصلة على شهادات من دورات في التربية والتعليم وفقاً للمناهج الحديثة.
عملت في حقل التدريس أحد عشر عاماً.
كتبت العديد من المقالات والقصص القصيرة في جريدة العهد ـ الإنتقاد منذ عام 1996، وكذلك بعض القصص المنشورة في مجلة صدى الجراح ومجلات أخرى في لبنان.
وقد اختيرت العديد من القصص التي كتبتها لنشرها في موسوعة الأدب المقاوم في لبنان.
وكذلك لي مقالات نشرت في مجلة المسار التي تصدر عن جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان.
أحضر لإصدار مجموعة قصصية تضم عدداً من القصص التي تحكي عن الوطن والأرض.
لي مدوّنتان على الإنترنت إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والأدبية، ومشاركات واسعة في المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت.