نظافة #أيام_زمان

صوته الجهوري يقرع زوايا الحارة كل صباح، يجرّ لجام بغلته المدلّلة بكل هدوء، فقد زين اللجام بكل أنواع الشراريب الملونة، وكذلك السرج الذي يغطي ظهرها، كان يبدو منظرها جميلاً بعكس العربة التي ربطت عليها لتحمل أكياس النفايات.
كانت تسمى “الطنبر”، يمر صباحاً ليجمع النفايات من الحي، وكان لا بدّ وأن يُعلم سيّدات المنازل بقدومه، رغم أنّه ربط على عنق بغلته المدللة أحد الأجراس فيرن كلما تحرّكت، إلا أنّ صوته كان يسبقه إلى المكان، وفيه بحة جميلة.
كان يحفظ الكثير من أبيات الميجانا والعتابا اللبنانية، وربما يؤلفها أحياناً، ويلقيها بطريقة محببة، تسبقه ترنيماتها، فتخرج النساء يحملن أكياس النفايات، فيضعها في العربة ويغادر بسلام.
لم تكن الإبتسامة لتفارق ثغره، ويتعامل بكل إلفة ومحبة مع الجميع، والرضا يملأ كيانه، إنه عامل النظافة أيام زمان.
ماجدة ريا

عدد الزوار:1942
شارك في النقاش

تابع @majidaraya

Instagram has returned empty data. Please authorize your Instagram account in the plugin settings .

ماجدة ريا

ماجدة ريا


كاتبة من لبنان تكتب القصة القصيرة والمقالات الأدبية والتربوية والسياسية.
من مواليد بلدة تمنين التحتا في سهل البقاع الأوسط عام 1968 . نلت إجازة في الحقوق عام 1993 من الجامعة اللبنانية، كلية الحقوق والعلوم السياسية ـ الفرع الرابع
حاصلة على شهادات من دورات في التربية والتعليم وفقاً للمناهج الحديثة.
عملت في حقل التدريس أحد عشر عاماً.
كتبت العديد من المقالات والقصص القصيرة في جريدة العهد ـ الإنتقاد منذ عام 1996، وكذلك بعض القصص المنشورة في مجلة صدى الجراح ومجلات أخرى في لبنان.
وقد اختيرت العديد من القصص التي كتبتها لنشرها في موسوعة الأدب المقاوم في لبنان.
وكذلك لي مقالات نشرت في مجلة المسار التي تصدر عن جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان.
أحضر لإصدار مجموعة قصصية تضم عدداً من القصص التي تحكي عن الوطن والأرض.
لي مدوّنتان على الإنترنت إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والأدبية، ومشاركات واسعة في المنتديات الثقافية على شبكة الإنترنت.