أدخل إلى صالة الأفراح، وآخذ مكاني..
أشعر أنني في صالة عرض للأزياء!
مرة بعد أخرى، يزداد التفنن في لباس المحجبّات، وأفاجأ بأزياء وأزياء.. اللون، الشكل، الثوب، الحجاب..
حتى الحجاب بات يحتاج عند البعض للذهاب إلى المزينة كي تضعه بطريقة مثيرة للإعجاب.
اللون طبعاً، متناسب مع الثوب، يضجّ بالإثارة، من الأزرق والأخضر والأصفر وغيرها من الألوان الملفتة، مع الستراس أو الورود..
أمام هذه الإستعراضات أقول أن نسبة الذين لا يرتدون الحجاب باتت قليلة، وباتت أزياء المحجبّات مطلوبة جداً، ويعمل عليها بشكل لافت، فدور الخياطة والأزياء بات لديها جمهور كبير عليها إرضاءه، وهي تعمل على الأمر بالتوازي مع الأزياء الأخرى، فالأمر مربح، وعنصر الإناث ينجر تلقائياً وراء كل ما هو ملفت، ومبرز للجمال، وكل واحدة تريد أن تكون الأفضل وصاحبة الذوق الأجمل، فعلاً كأننا في صالة عرض للأزياء، حتى تستطيع أن تنشغل بالنظر إليهن عن النظر إلى حفل الزواج نفسه.
يستفزني هذا الأمر، ولا أعرف كيف بدأ بالإنتشار كما النار في الهشيم، وهو في تزايد مستمر.
وهنا لا بد من سؤال وجيه: لم الحجاب؟ هل هو فقط لنغطي الشعر؟ هل هذه هي فلسفته؟
ناهيك عن كثير من التجاوزات لدى البعض، من حيث اللباس الضيق والذي أحياناً كثيرة يفصّل في الجسم، وتكون المصيبة في حجاب هؤلاء أكبر.
الحجاب هو ستر الجسم والشعر بهدف عدم الإغواء، فماذا نقول أمام كل ما يحدث من تجاوزات؟
في اللون، والشكل، والإغواء الذي لا ينتهي! والطامة الكبرى أن الجرأة في هذه التجاوزات في تزايد مستمر، كأن الأمر سيتحول إلى قاعدة عامة، ويصبح الحجاب الشرعي، أمراً خاصاً ونادراً، وعندما يكثر هذا التجاوز لا أحد يتجرأ على الإنتقاد بحجة أن الجميع هكذا.
للأسف الحجاب تنتهك حرمته بشكل كبير، ويفرغ من معناه الحقيقي، وكأنه أريد له أن يكون مظهراً وحسب لتغطية الجسم والشعر فقط، دون أن يحقق الهدف المرجو منه.
عزيزتي الفتاة، عزيزتي المرأة.. انظري نظرة حق وصدق لحجابك، فهو ليس من أجل الإغواء، ولا من أجل لفت النظر، ولا من أجل تحقيق ذاتك كأنثى، فهذا تستطعين تحقيقه عندما تثبتين جدارتك بعقلك، بفكرك، بحديثك، بالتزامك، بكل تصرف من تصرّفاتك، عندها تكونين حقا محجبة.
فهلاّ احترمنا حجابنا، واعدنا له صدقه ومصداقيته في بناء المرأة المسلمة؟
ماجدة ريا