وللنار نور ووهج ودفء بهيج، تلك الحطبات التي تضطرم فيها، تزكّيها، فتنتشر منها رائحة الصنوبر والسنديان، وتزيد من ألقها. ثمّ تتآكل شيئاً فشيئاً، وتتحوّل مع الوقت إلى رماد، وكأنّها لم تكن! وعندما تُطفأ النار، ولا يبقى سوى رمادها، يظلم المكان ويحلّ...
كلما نظرت إلى وجهها الصبوح الذي أرهقته الأيام بثقلها، رأيت عينيها تتحدّثان عنه، كأنّه ما غاب عنها كل تلك السنين. جلست معها ذات مرة، كان الحديث عن الشهداء، وبدأت تتحدّث عنه مذ كان طفلا إلى أن كبر، وكل ما كان يشغلني حينها ذاك الشغف الذي يتحدّث...